الفندق.
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


في هذا الفندق ، هناك قضية ، حين تم العثور على جثة إحدى نزلاءه في الحديقة التي تبعد عن الفندق مسافة شارعين.كانت الجثة مطعونة في البطن عدة طعنات . هل انتحار ، أم قتل ؟
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هذا الجحيم الذاتي يتوه ،

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
راخيل
Supervisior
راخيل


عدد الرسائل : 5
تاريخ التسجيل : 16/05/2008

هذا الجحيم الذاتي  يتوه ، Empty
مُساهمةموضوع: هذا الجحيم الذاتي يتوه ،   هذا الجحيم الذاتي  يتوه ، Empty2008-07-08, 3:40 pm



دخلوا عليك ، خطفوك من سريرك الناعم ، من أحلامك الساحرة ، من ليلتك الهادئة . رموك على أرض ملساء باردة . جدرانها أشواك قاسية عنيدة، تفترس من يستند عليها ، تنقض عليه وكأنها تدافع عن شرفها ، عن أطفالها ، عن حياتها .

بقيت هناك ساعات دون أغطية ، والنعاس يرمي بأثقاله على أجفانك ، لم تكن تدمع ، لم تكن خائف ، كنت ترغب في أن تنام . كنت ترغب براحتك التي خطوفك منها و خطفوها منك.

لم يستطع السبات الاقتراب منك ، من الأرض التي تركل من يتمدد عليها .

ترتخي عضلات الجسد . تنحني الرؤوس على الأكتاف، تتقوس الظهور ، تتنازل الساق عن إتمام دورها فتنحني، يتوقف الوقت أمام منظر كهذا.

......

أنت لا تبكي الآن ، أنت تتأوّه فقط ، وجع المفاصل ، الخوف من الألم ، الإرهاق ، التعب ، ثقل الحمل الذي يستوطن جسدك، الحنين إلى سريرك وراحتك .

أنت تئن . لأنك تجهل كيف حدث هذا ، تجهل أساساً ماهذا الذي أنت فيه الآن ؟ ، وإلى متى سيدوم ؟.

تدمع ؟

لماذا ؟ لأنك تبحث عنك في هذا المكان ؟ تبحث عن حقيقتك ؟ صورتك ؟ تحاول تخيلها .. لكن ... لا جدوى ...

يمكن لوجع الجسد والمرض أن يجبرنا على التأوه ، يمكنه أن يفضح أنينا للآذان ...

يمكن لجهلنا لوضع نحن فيها أن يعذبنا ...

يمكن للشوق والحنين أن يجبر ماء أجسادنا على التدفق والانسياب ...

لكن ،

مالذي يمكن أن يحدث لو أضعنا ذواتنا ؟ ، لو نسينا أشكالنا الحقيقية ؟ .

......

الآن أنت تبحث عن دليل يمكنه إقناعك بأن ذاتك لم تبتلعك و الآن أنت تسكن أرضها ، أو أنت الذي ابتلعتها فجأة في حلمك و أفقت على أرضك دون أن تتيقن ذلك ، أليس ممكناً أيضاً أن تكون هذه الأرض الباردة و الجدران ذات الأشواك المعادية لك، هي أنت دون أن تعلم ذلك ؟! .

بدوت شي ما يفتقد الآخر ، دون وعي تبكي ، تصرخ ، تتمنى ، تنادي على شئ ما غير أكيد بكونه موجوداً .

تتضرع ، تسقط على ركبتيك ، تقترب من الجدران تتلمس الأشواك بهدوء ، تنزف ببطئ ...

مرة تتأمل نزفك, و أخرى تتأمل شكل الأشواك و حدّتها...

تتوهم بوجود نور في السقف ، تتأمله مناجياً إياها أن يقترب ، لكنه لا يجيب . هو أصم ، كالأرض التي تحملك وترميك بعيداً .

تتأمل النور ، تجده حقيقياً . نور لطيف ، دافئ ، نور عذب . يقتحمك برغبتك و تتوسل للأكثر، بقدر الحزن الذي فيك تبتسم له ، بحجم الهم الذي تبتلعه وتغص فيه تتنفس بعمق ، يسكنك ببطئ ، يتنقل بين أهدابك ، أطرافك . يسكن في قلبك. تحمله بكفك دافئاً ، طيباً ، حنوناً , ترتمي على الأرض وكأنك سكرت فيه غير آبه بركلاتها الغبية الموجعة ، تسند ظهرك على الجدران متناسياً أشواكها التي استحالت زهوراً رطبة تداعب عنقك العاري ، والأرض تستحي من جفافها ، فتعود سريرك الناعم ، تعود وطناً .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هذا الجحيم الذاتي يتوه ،
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الفندق. :: غرفة الساحرة راخيل. :: الغرفة قرب المطبخ-
انتقل الى: